-->

الأربعاء، 18 مارس 2020

متلازمة ستوكهولم | متلازمة ليما | عيادة استرخاء




متلازمة ستوكهولم | متلازمة ليما | عيادة استرخاء


غالبًا بيندهش الناس من ظروفهم النفسية وردود أفعالهم في أوقات معينة ، مثلًا الناس المصابين بالاكتئاب يشعرون بذهول عندما يتذكرون أنهم قد فكروا في وقت من الأوقات أنهم كانوا يحاولون الانتحار ، وكذلك الناس الذين تعافوا من اضطراب نفسي شديد عندما يعودون للخلف ويتذكرون الأعراض وسلوكياتهم خلال مرضهم ؛ ويكون الرد الشائع دائمًا ، قائلًا ” لا أصدق نفسي أنني قد قلت كل ذلك “ ، وهذا أيضًا ينطبق على " متلازمة ستوكهولم " ، هذا ما قد أوضحه د. محمد رمضان " أخصائي الصحة النفسية ":

متلازمة ستوكهولم عبارة عن ظاهرة نفسية غريبة بعض الشئ ؛ إنما إذا ركّزنا أكثر سنجدها منشرة الكثيرين ؛ فهي تجعل الشخص يتعاطف أو يتعاون مع عدوّه أو مع الشخص الذي أساء إليه بأي شكل من الأشكال.

بالنسبة للأشخاص الذي يعانون من " متلازمة ستوكهولم " فدائمًا يكون ردودهم:
  • ” أعرف ما فعله بي ، ولكنني لا زلت أحبه “ .
  • ” لا أعرف لماذا؟! ، ربما يعتقد البعض أنه جنون ، لكنّي مفتقد له “ .

بعض المصابين بمتلازمة ستوكهولم الذين يعيشون حولنا تصيبهم الدهشة والصدمة حسينما يستمعون لهذه التعليقات أو يجدوا هذا الشخص يسعى بكل جهد للعودة للشخص الذي يُسيء إليه ؛ على الرغم من أنه اجتماعيًا يمكن أن يكون الموضوع غريب الشأن إلا أنه نفسيًا منطقي جدا.


أصل اسم متلازمة ستوكهولم..


في 23 أغسطس 1973 ، دخل اثنان مسلحان بنك من البنوك في ستوكهولم بالسويد ، واحتجز اللصوص أربعة رهائن لمدة 131 ساعة إلى أن تم إنقاذهم ، الغريب أنهم بعد انقاذهم ، ورغم أن المخطوفين تعرّضوا للتهديد و الإيذاء لأكثر من خمسة أيام ، إلا أن من الواضح أنهم كانوا يدعمون اللصوص وكانوا خائفين من الشرطة التي جاءت لإنقاذهم ، بل وكان ينتابهم شعور أن اللصوص كانوا بيحمونهم من الشرطة.
فهنا حالة تعاطف الشخص الذي يتم الإعتداء عليه مع الشخص المعتدي هو ما يُعرف باسم ” متلازمة ستوكهولم “ إلا أن هذا الترابط العاطفي كان قصة معروفة قبل حادثة ستوكهولم ، وقد ظهر هذا في دراسات وأبحاث قد تم إجرائها سابقا على حالات رهائن أو سجناء مثل:

  • رهاين الحروب.
  • النساء اللاتي تم الاعتداء عليهن.
  • الأطفال الذين تم الاعتداء عليهم.

متلازمة ستوكهولم | متلازمة ليما | عيادة استرخاء


يمكننا القول أن " متلازمة ستوكهولم " ليست مرتبطة فقط بالرهائن أو بالخطف ؛ بل أيضًا مرتبطة بالعلاقات الأسرية والشخصية ، يمكن أن يكون الشخص المعتدي زوج أو زوجة ، صديق أو صديقة ، أب أو أم ؛ وكذلك أعراض وسلوكيات مرتبطة بمتلازمة ستوكهولم ، ولكي نفهم سبب حب و دعم الضحايا وأيضًا الدفاع عن المعتدين عليهم ، علينا أن نفهم مكونات متلازمة ستوكهولم :

كل متلازمة لها أعراض أو سلوكيات مرتبطة بيها ، ومتلازمة ستوكهولم ليست استثناء ؛ على الرغم من أن الباحثين لم يوضحوا قائمة مؤكدة لهذه الأعراض ، إلا أننا قد جمعنا عدد من السلوكيات والأعراض التي بالفعل موجودة ومشتركة بين عدة حالات:
  • الشخص المظلوم يشعر بمشاعر ايجابية ناحية الشخص الذي يعتدي عليه.
  • الشخص المظلوم يشعر بمشاعر سلبية ناحية عائلته أو أصدقاءه أو الذين يحاولون إنقاذه أو مساعدته بشكل عام.
  • الشخص المظلوم لديه دعم وتأييد غير منطقي لسلوك وتفكير المعتدي.
  • سلوكياته تدعم المعتدي وأحياناً تساعده أنه يمارس ظلمه عليه.
  • عدم القدرة على المشاركة في أي سلوك يساعد على تحرير نفسه من هذا الارتباط .



لا تتردد في التواصل معنا للحصول على العلاج النفسي من خلال الهاتف المحمول: 97 180 260 2010+




س: ما هي أسباب متلازمة ستوكهولم؟

في مثل هذه الحالات يمكن للأشخاص أن يخضعون لـ " متلازمة ستوكهولم " :

  • إذا كانت لديهم قناعة أن الشخص المعتدي يمكن أن يقتلهم ، وعندما يجدون أنه لم يقتلهم يولد بداخلهم مشاعر امتنان وارتياح له لأنه لم يموتوا .
  • العزلة ، بمعنى أن لا سوى وجهة نظر المعتدي فقط.
  • القناعة بأن الهروب من هذا الموقف مستحيل.
  • المبالغة في رد الفعل تجاه عطف المعتدي واعتبار أن هذا العطف رعاية وعناية.
  • مرور الكثير من الأيام على الاعتداء.

بشكل عام يعاني ضحايا متلازمة ستوكهولم من العزلة الشديدة والإيذاء الجسدي والمعنوي وهذا يظهر في حالات مثل اعتداء الزوج على زوجته أو اعتداء شخص على طفل أو أسرى الحروب أو الاختطاف ، كل حالة من هذه الحالات يمكن أن تجعل الضحية تبتدأ في تدعيم المعتدي كوسيلة للنجاة ؛ وهو رد فعل مشابه لـ (غسل المخ) ، ويظهر على الضحايا نفس الأعراض التي يعاني منها المصابون باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) مثل الأرق وصعوبة التركيز وانعدام الثقة والتهيج والتشويش.

الشخص المُصاب بمتلازمة ستوكهولم بيتكوّن لديه ولاء للشخص الذي يؤذيه وذلك عندما يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف لدرجة إنه من الممكن أن يدافع عنه ويتضامن معاه! ، متلازمة ستوكهولم لها علاقة كبيرة بالصدمة عامة ؛ بمعني ليس من الضروري أن يمكون الشخص قد تأذى أو اخطتف أو أغتصب وهكذا .. إنما من الممكن جداً يكون نتيجة ترابط عاطفي قوي بين شخصين أحدهم  يضايق أو يعتدي أو يهدد أو يضرب أو يقوم بتخويف الشخص الآخر.

واحدة من النظريات التي تفسر هذا السلوك ؛ أن هذا الارتباط العاطفي هو عبارة عن استجابة الفرد للصدمة وتحوله لضحية ، وأن التضامن مع المعتدي هو واحدة من الطرق التي يدافع بها الضحية عن نفسه ، كيف؟!!
لأن الضحية عندما تؤمن بنفس أفكار وقيم المعتدي ؛ فالنتيجة أن هذه الافكار والتصرفات لن تعتبرها الضحية تهديد بل سوف تعتبرها شئ ليس بمهم وهذا بيجعلها قادرة على التكيف معه.


حالات مشهورة أصيبت بمتلازمة ستوكهولم

  1. باتي هيرست: هي واحدة من أشهر الحالات التي أصيبت بمتلازمة ستوكهولم ، وهي من عائلة ثرية ومشهورة ، اخطتفت سنة 1974 وبعد شهرين من اختطافها والاعتداء عليها تطوعت مع من خطفوها واعتنقت أفكارهم وشاركت في أكثر من سرقة ، إلى أن تم القبض عليها وتم ادانتها وحكم عليها بـ 35 سنة سجن في عام 1975 ، وبعدها خفف عنها الحكم وأطلق سراحها في عام 1979 بعفو رئاسي من الرئيس كارتر.
  2. اليزابيث سمارت: خطفها شخص مسلح وهي في عمر الـ 14 سنة عام 2002، وبعدين أخذها للغابة وجعلها زوجة ثانية له ، وخلال 9 أشهر تنقلوا من مكان لآخر وكان الخاطف يجوعها ويربطها في شجرة ويغتصبها ، وبعد ما اكتشفت الشرطة هذا تمكنت من القبض عليه ؛ فقالت إليزابيث أن الفرصة جاءتها أكثر من مرة للهرب ولكنها لم ترغب في الهروب.
  3. ماري ماكلروي: سنة 1933 ، 4 أشخاص قاموا بخطف ماري خلال مدة الحجز (لمدة 34 ساعة) تصاحبت ماري على خاطفيها ، وبعد القبض عليهم والحكم عليهم بالسجن ، أحست ماري بالذنب ودخلت في حالة شديدة من الاكتئاب ، وكانت تزور خاطفيها باستمرار في السجن ، وبعد موت والديها انتحرت ماري في عام 1940.

متلازمة ليما | متلازمة ستوكهولم | عيادة استرخاء

متلازمة ليما


وهي عكس متلازمة ستوكهولم ، الذي يحدث هنا هو أن الشخص المعتدي يبدأ أن يتعاطف مع الشخص الذي  يعتدي عليه ، أو بمعنى أوضح الخاطف هو من يتعاطف مع ضحيته.

متلازمة ليما أصبحت محل اهتمام بعد حادثة خطف حدثت في السفارة اليابانية في ليما عاصمة بيرو. في سنة 1996 ، احتجزت حركة عسكرية مائات من الرهائن وخلال ساعات قليلة أطلق الخاطفون سراح معظم الرهائن ومن ضمنهم شخصيات هامة بسبب التعاطف معاهم.


أراك أيها القارئ العزيز في حالة عجب ؛ لكن يجب أن تعلم أن هناك أنواع كثيرة قوية من العلاقات التي نشاهدها كل يوم فيها الكثير من السمات النفسية للارتباط مع الخاطف أو الأسر الذين قد تكلمنا عنهم مثل الزوجة التي تتعرض للضرب من زوجها وعندما تسألها تجدها تدافع عنه ، وكذلك العلاقة بين الجنود المتدربين والمخضرمين خلال التدريبات العسكرية ؛ وضمن عصابات الشارع وضمن السجون ، فتجد أيضا العديد من الممارسات الجنسية الشاذة مثل السادية وماسوشية ، وسوف نتناول ذلك في مقال آخر.

    .......
    اكتب تعليقا
    0 التعليقات

    0 تعليقات على " "

    نموذج الاتصال

    الاسم

    بريد إلكتروني *

    رسالة *

    المعالجون في استرخاء

    د. محمد رمضان

    استشاري الصحة النفسية والإدمان
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ثمن الجلسة: 750.00 EGP

    احجز الآن
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. سلوى السقاف

    أخصائي العلاج بالسيكودراما
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ثمن الجلسة: 500.00 EGP

    احجز الآن
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. خير الله الكمالي

    أخصائي علاج الإدمان
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ثمن الجلسة: 600.00 EGP

    احجز الآن
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د.خنساء ميرغني

    أخصائي نفسي إكلينيكي
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ثمن الجلسة: 250.00 EGP

    احجز الآن
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ